د1 ح2 : دروس الدورة العلمية – ذم التقليد

الدرس الأول > الحلقة الثانية :

الأمر بالاتباع وذم التقليد :

الملخص :

الأصل عدم العمل بقول أحد إلا بحجّة قال الله تعالى ( اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ) – الأعراف (3)

وقد نبه على ذلك جمع من العلماء كشيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى وابن القيم في إعلام الموقعين ، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ، والفلاَّني في إيقاظ همم أولي الأبصار ، وصديق حسن خان في الدين الخالص ، والشوكاني وغيرهم رحمهم الله تعالى . 

والتقليد هو العمل بقول أحد بدون حجَّة . والتقليد أخو الجهل ، لأن الله ذم التقليد وفي نفس الوقت ذم الجهل . والأدلة على ذم التقليد كثيرة منها قوله تعالى ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) ( التوبة 31)

وقد احتج العلماء بهذه الآيات في إبطال التقليد ولم يمنعهم كفر أولئك الذين نزلت فيهم ، من الاحتجاج بها ، لأن التشبيه لم يقع من جهة كفر إحداهما وإيمان الأخرى ، وإنما وقع التشبيه بين المقلِّدِين بغير حجة للمقلَّد ، كما لو قلَّد رجلاً فكفر ، وقلد آخر فأذنب ، وقلد آخر في مسألة فأخطأ وجهها ، كان كل واحد ملوماً على التقليد بغير حجة ، قاله ابن القيم وهو عند ابن عبد البر في جامعه .

وفي هذا المعنى يقول أبو عمر ابن عبد البر :

يا سَائِلِي عَنْ مَوْضِعِ التَّقْلِيدِ خُذْ عَنِّي الْجَوَابَ بِفَهْمِ لُبٍّ حَاضِرِ

وَاصْغِ إِلَى قَوْلِي وَدِنْ بِنَصِيحَتِي وَاحْفَظْ عَلَيَّ بَوَادِرِي وَنَوَادِرِي

لَا فَرْقَ بَيْنَ مُقَلِّدٍ وَبَهِيمَةٍ تَنْقَادُ بَيْنَ جَنَادِلَ وَدَعَاثِرِ

ومن أشد ما بليت به الأمه تقليد الأئمة في الفروع ومخالفتهم في الأصول

 و المروي عن الأئمة الأربعة خاصة أنهم حذروا من أخذ أقوالهم بدون دليل .

قال أبو حنيفة رحمه الله : ” هذا رأيي، وهذا أحسن ما رأيت، فمن جاء برأي خير منه قبلناه ” .

وقال مالك رحمه الله : ” إنما أنا بشر أصيب وأخطئ، فاعرضوا قولي على الكتاب والسنة ” . 

وقال الشافعي رحمه الله : ” إذا صح الحديث بخلاف قولي فاضربوا بقولي الحائط، وإذا رأيت الحجة موضوعة على الطريق فهي قولي “.

وقال أيضاً : ” رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب “.

لكن من جاء بعدهم من المقلدين خالفوهم في هذه الأصول وتعصبوا لهم حتى قال بعضهم : 

فَلَعْنَةُ رَبِّنَا أَعْدَادَ رَمْلٍ … عَلَى مَنْ رَدَّ قَوْلَ أَبِي حَنِيفَهْ

وقال آخر ” لولا مالك كان الدين هالك “

وآخر يقول :

أنا حنبلي ما حييت وأن أمت         فوصيتي للناس أن يتحنبلوا .

اقرأ بقية الدرس >

أرجو أن تكون التعليقات والأسئلة هنا في الصفحة الحالية

Author: DrSaud.Com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *